hashtagseed.com
وكان هرقل قبل هذه الأحداث قد سمع عن هذا النبي r ، بل إن الله U يسَّر له لقاءً غريبًا عجيبًا ربما يكون قبل استلام الرسالة، مما قد يكون مهَّد هرقل نفسيًّا تمامًا لاستلام مثل هذه الرسالة العجيبة.
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى، أما بعد،،، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64] بعثة النبي إلى هرقل عظيم الروم عن بن عباس رضي الله عنه أن أبا سفيان أخبره من فِيهٍ إلى فِيه، قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صل الله عليه وسلم، قال: فبينما أنا بالشام إذ جيء بكتاب من رسول الله صل الله عليه وسلم إلى هرقل: يعني عظيم الروم ، قال: وكان دحية الكلب ي جاء به، فدفعه إلى عظيم بصري، فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل، فقال هرقل: «هل هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قالوا: نعم، قال: فدعيت في نفرمن قريش فدخلنا على هرقل، فأجلسنا بيد يديه. أسئلة هرقل إلى أبي سفيان قال هرقل: أيكم أقرب نسبًا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت أنا، فأجلسوني بين يديه، وأجلسوا أصحابي خلفي، ثم دعا بترجمانه.
التحليل السياسي للرد: • اعترف قيصر في رسالته بعلو مكانة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - عليه وعلى ملكه، وأبدى ذلك من خلال ابتداء رسالته باسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قبل اسمه هو، وهذه الخصلة موروثة بالنسبة له لأن بني إسرائيل كانت تسوسهم أنبياؤهم. • إن قيصر أجاب بغاية الوضوح باعترافه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستخدم اسم ( أحمد) الذي بشرهم به عيسى عليه السلام، وفي ذلك دلالة على عمق الإيمان بالموضوع وقراءته للإنجيل من قبل، ومعرفته للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - حق المعرفة. • رغم شهادته بأن محمد رسول الله إلا أنه فضل ملكه على اتباع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذه مشكلة يعاني منها معظم الخائضين في مجال السياسة، حيث لا يكون في الغالب الأمر من أجل قضية، فحين تتقاطع القضية مع مصالحه الشخصية، يتمرد ويفضل نفسه ومكتسباتها. • بالنظر للصراحة التي جاءت في الكتاب، وأن قيصر في الأصل كان يماشي رجاله ويخافهم، فليس من المعقول أنه كتب الكتاب أمامهم، فربما أنه كتب الكتاب بعيداً عنهم، وبعثه للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - سراً. على هامش رد قيصر: عندما وصلت رسالة رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى قيصر، كان أبو سفيان بن حرب في رحلة تجارية إلى الشام مع مجموعة من تجار قريش، ( ولمّا يسلم بعد)، فرأى القيصر أنه من المناسب أن يسمع منهم لأنهم من قوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحب أن يسألهم بعض الأسئلة من أجل أن تكون الصورة أكثر وضوحاً عنده، فدار بينهما حواراً عجيباً نورده بنصه كما رواه الإمام البخاري من حديث أبي سفيان رضي الله عنه: "أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا تجاراً بالشأم في المدة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماد [4] فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه، وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه، فقال: • أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: • فقلت أنا أقربهم نسباً، فقال: أدنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: • قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذباً لكذبت عنه ( هذا كلام أبي سفيان)، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: • كيف نسبه فيكم؟ قلت: • هو فينا ذو نسب، قال: • فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: • لا.
فقال له: قل لهم إني سائل هذا عن الرجل الذي يزعم أنه نبي، فإن كذَبَني فكذبوه. قال أبو سفيان: وأيم الله! لولا مخافة أن يؤثر عليَّ الكذب لكذبت. ثم قال لترجمانه: سله كيف حَسَبَهُ فيكم؟ قال أبو سفيان: قلت هو فينا ذو حَسَب. قال هرقل: فهل كان في آبائه ملك؟ قال أبو سفيان: قلت لا. قال هرقل: ومن يتبعه؟ أشراف الناس أم ضعفائهم؟ قال أبو سفيان: قلت بل ضعفائهم. قال هرقل: أيزيدون أم ينقصون؟ قال أبو سفيان: لا بل يزيدون. قال هرقل: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه، سخطة له؟ قال أبو سفيان: قلت لا. قال هرقل: فهل قاتلتموه؟ قال أبو سفيان: نعم. قال هرقل: فكيف كان قتالكم إياه؟ قال قلت: تكون الحرب بيننا وبينه سجالًا، يصيب منا ونصيب منه. قال هرقل: فهل يغدر؟ قال: قلت لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها(قال: فوالله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها شيئًا غير هذه). قال هرقل: فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قال: قلت لا. هرقل يوضح سبب أسئلته لأبي سفيان: قال هرقل لترجمانه: قل له: إني سألتك عن حسبه فزعمت أنه فيكم ذو حسب وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها، وسألتك: هل كان في آبائه ملك؟ فزعمت أن لا، فقلت: لو كان من آبائه ملك قت رجل يطلب ملك آبائه، وسألتك عن أتباعه، أضعفائهم أم أشرافهم؟ فقلت: بل ضعفائهم، وهم أتباع الرسل، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فقد عرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله، وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخله سخطةً له؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب، وسألتك هل يزيدون أو ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك هل قاتلتموه؟ فزعمت أنكم قد قاتلتموه فتكون الحرب بينكم وبينه سجالًا، ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة.